سقو-ط آل قلاوون (النهاية الدرامية) :
بعد اعدا-م السلطان المظلو-م الأشرف شعبان بن قلاوون والذي اعتبر آخر سلطان قوي من العائلة القلاوونية
تاركا ابناء ضعفاء لايستطيعون ان يقودوا مصر في ذلك الوقت العصيب
علم الجميع ان زوال حكم آل قلاوون هو مسألة وقت ليس اكثر
وخصوصاً بعد قت-ل اقرب الرجال للسلطان شعبان بن قلاوون على يد المماليك اليلبغاوية الشراكسة
فكان رجال السلطان شعبان بن قلاوون المقربين
هم اكثر الرجال اخلاصا للأسرة القلاوونية الحاكمة
ومع ذلك لم يتم القضاء على كل المخلصين لآل قلاوون فهناك الأمراء الكبار سنا ومقاما ومنهم الأمير ايدمر الشمسي وهو اكبر واكثر الأمراء اخلاصا لآل قلاوون ،فهو يخدم آل قلاوون منذ ايام السلطان العظيم الناصر محمد بن قلاوون
وجميع اركان الدولة المصرية تها-به وعلى رأسهم الأمير برقوق الذي هو وقتها من اقوى رجال السلطنة المصرية.
بعد اعدا-م السلطان شعبان تم تعيين ابنه الأمير الطفل علي كسلطان على مصر ولكنة لم يمكث في الحكم طويلا فتم تعيين اخوه الأمير حاجي
واصبح سلطان مصر تحت مسمى الصالح حاجي
ظل في الحكم سنه حتى توفي آخر اهم الرجال المخلصين لآل قلاوون والذي كان يهابة الجميع وهو الأمير ايدمر الشمسي عن عمر يناهز ثمانون عام ، فعلم الأمير برقوق والمماليك اليلبغاوية ان ال قلاوون عهدهم انتهى
هذا كان بالإضافة لمحاولة اغتيا-ل برقوق من طائفة مماليك الأسياد وهذه كانت اكتر الطوائف اخلاصا للأسرة القلاوونية الحاكمة فاخد الأمير برقوق محاوله اغتيا-له منهم كحجة وانهى وجودهم
وبعد ذلك قام الأمير برقوق ومعه مماليكة بعزل السلطان الصالح حاجي بن قلاوون ليصبح آخر سلطان من آل قلاوون
وصعد الأمير برقوق كسلطان على مصر تحت مسمى السلطان الظاهر برقوق
تم عزل الصالح حاجي بن قلاوون ووضعة في قصر الأبلق مع رجال ونساء ال قلاوون
وجلس برقوق على العرش المصري كأول شخص ليس من آل قلاوون يجلس على عرش مصر منذ اكثر من مئة عام
ولكن بعد فترة يهزم السلطان برقوق على يد الأمير يلبغا الناصري ويعيد يلبغا الناصري السلطان حاجي بن قلاوون للحكم ولكن حكم صوري واسمي ليعطي الشرعية ليلبغا الناصري
وظل الوضع على ماهو عليه حتى انقلب الأمير منطاش على الأمير يلبغا وهزمة
وكان الأمير منطاش مخلصا لآل قلاوون ومن مماليك السلطان الشهيد شعبان بن قلاوون
فأعلن ولائة واخلاصه للسلطان حاجي بن قلاوون وقال له ان غايتة هي اعادة ازدهار بيت قلاوون
وبالفعل حكم السلطان حاجي بن قلاوون لفترة وجيزة حتى هزم على يد الأمير برقوق واعوانه في معر-كة مرج الصفر الصغيرة في الشام وتم اسره وتنازل عن السلطنة للأمير برقوق
وتم عزلة نهائيا عن الحكم هو وآل قلاوون
ووضع في مقر حكم آل قلاوون القديم وهو قصر الأبلق في قلعة القاهرة حتى توفي سنه ١٤١٢ في سريرة في عهد السلطان فرج بن برقوق.
انتهى حكم الأسرة القلاوونية التي حكمت مصر ازيد من مئة عام ، الأسرة التي اسسها المنصور سيف الدين قلاوون الذي بغض النظر عن اصله الأجنبي إلا انه اعتبر نفسه هو وعائلتة كمصريين وحكموا كسلاطين مصريين يمثلون الشعب المصري والأمة المصرية ويحكمون بإسم مصر
وعاشت مصر في عهدهم اعظم فتراتها واكثرها مجد وازدهار
وظهر من العائلة شخصيات عظيمة شرفت اسم مصر وعلى رأسها اعظم سلطان مصري الناصر محمد بن قلاوون والذي يعتبر من اعظم الحكام المصريين في التاريخ بجانب الأباطرة العظام تحتمس الثالث ورمسيس الثاني.
اما عن مصير العائلة نفسها فنجد المؤرخ بن تغري بردي يقول انة بعد سقو-ط حكم العائلة كان هناك اعداد كبيره من الناس كانوا يوميا يزورون العائلة في مقر اقامتهم بقلعة القاهرة ، فكان الشعب المصري يعشق العائلة القلاوونية ويكن لها كل الحب والاحترام لما شهدتة مصر والمصريين في عهدهم من ازدهار ومجد وعظمة لم تشهد مثلها مصر منذ عصور الرعامسه والتحامسة.
ولم نرى في السجلات التاريخية ان آل قلاوون تعرضوا لأي محاولة ابا-دة بعد زوال حكمهم
فالسلطان برقوق كان شخصا عادل وصالح واحبه الشعب المصري ، هذا على الرغم من انه الشخص الذي اطلق رصا-صة الرحمة على حكم العائلة.
فلا نجد الا أمر مؤقت من السلطان برقوق لطواشي قلعة القاهرة بأن يمنع زيارة عوام الناس لأفراد العائلة القلاوونية ويمنع خروج أفراد الأسرة وكان ذلك الأمر وقت دخول جيوش الأمير يلبغا الناصري لإسقا-ط السلطان برقوق
ثم يأتي ذكر السلطان القلاووني الاخير الصالح او المنصور حاجي بن قلاوون وانه توفي عام ١٤١٢ في سريرة في قصر آل قلاوون المعروف بقصر الأبلق
ثم يختفي ذكر العائلة من السجلات التاريخية والرسمية فعلى الأغلب ان العائلة دابت في الشعب المصري وهناك اليوم عائلة الألفي المصرية التي يدعي بعض افرادها انهم النسل المباشر لآل قلاوون
ولكن لايوجد دليل قاطع.
المصدر :
النجوم الزاهرة الجزء ١١